هل لاحظت مؤخرًا أن اختيار هاتف ذكي جديد أصبح أصعب من أي وقت مضى؟ خاصة إذا كنت تبحث في الفئة المتوسطة، تلك المنطقة الساخنة التي تجمع بين السعر المعقول والمواصفات القوية. لطالما كانت هواتف سامسونج الفئة المتوسطة (سلاسل Galaxy A, M, F) هي الخيار الأول للكثيرين في دول الخليج والوطن العربي، بفضل الثقة الكبيرة في العلامة التجارية الكورية.
لكن، دعنا نكن صرحاء يا صديقي؛ السوق تغيرت. المنافسة الصينية (شاومي، أوبو، ريلمي) أصبحت شرسة جدًا، وتقدم مواصفات "فلاغ شيب" بأسعار زهيدة. هنا يطرح السؤال نفسه: هل لا تزال سامسونج تستحق أموالك في هذه الفئة؟ أم أن عليها تغيير استراتيجيتها؟
في هذا التقرير المفصل، سنناقش 4 نقاط جوهرية يجب على سامسونج تحسينها فورًا لتظل أفضل هواتف الفئة المتوسطة خيارًا ذكيًا وليس مجرد "اسم مشهور".
1. تصميم الشاشة والحواف: وداعًا للمظهر القديم
عندما تمسك هاتفًا في 2025، أول ما يلفت انتباهك هو الشاشة. سامسونج هي "ملكة الشاشات" بلا منازع، وتصنع أفضل لوحات OLED في العالم، لكن الغريب أن هواتفها المتوسطة لا تعكس هذه الريادة من حيث التصميم الخارجي!
مشكلة الحواف غير المتناسقة
مشكلة سامسونج الحقيقية تكمن في "الحواف" (Bezels). بينما نرى شركات أخرى تقدم شاشات كاملة بحواف نحيفة جدًا، لا تزال هواتف Galaxy A تعاني من حواف سميكة، وخصوصًا "الذقن" (الحافة السفلية). هذا يجعل الهاتف يبدو أقل فخامة وأقدم من سعره الحقيقي.
💡 معلومة تقنية: الحواف السميكة لا تؤثر على الأداء، لكنها تؤثر نفسيًا على المستخدم الذي يشعر أنه يحمل هاتفًا من عام 2020 وليس هاتفاً حديثاً.
النوتش القديم (Infinity-U)
الأمر الأكثر إحباطًا هو التراجع في بعض الموديلات الجديدة مثل Galaxy F36 و Galaxy M36. فبدلاً من الثقب الصغير للكاميرا (Punch-hole) الذي يعطي مظهرًا عصريًا، عادت الشركة لاستخدام النوتش القديم على شكل حرف U! هذا التصميم يعتبر "تلوثًا بصريًا" للكثير من المستخدمين الشباب الذين يفضلون الشاشة الكاملة للألعاب والمحتوى.
2. معالجات Exynos: نحتاج قوة رسوميات (GPU) للألعاب
نأتي الآن لنقطة الجدل الأزلية: الأداء. تعتمد سامسونج بشكل كبير على معالجاتها الخاصة Exynos في الفئة المتوسطة. ورغم أن هذه المعالجات جيدة جدًا في التصفح اليومي وفتح التطبيقات (مثل واتساب، إنستغرام)، إلا أنها تواجه تحديًا كبيرًا أمام "الجيمرز".
لماذا الـ GPU مهم جدًا؟
المشكلة ليست في سرعة المعالج (CPU)، بل في وحدة معالجة الرسوميات (GPU).
- للشباب: ألعاب مثل PUBG Mobile و Call of Duty تحتاج استقرارًا عاليًا في الإطارات (FPS). معالجات Exynos الحالية قد تعاني من هبوط في الفريمات أو سخونة بعد اللعب لفترات طويلة.
- للاستدامة: سامسونج وعدت بتقديم تحديثات أندرويد لمدة تصل إلى 6 سنوات لبعض الهواتف. لكي يعمل الهاتف بسلاسة بعد 4 أو 5 سنوات، يجب أن يكون معالج الرسوميات قويًا بما يكفي لتحمل واجهات التشغيل المستقبلية الثقيلة.
الحل المقترح: لا نحتاج لمعالج رائد، لكن تحسين الـ GPU في شرائح مثل Exynos 1580 سيجعل التجربة تنتقل لمستوى آخر تمامًا.
3. تصوير الفيديو: فك قيود الـ 4K 60fps
نحن في عصر "التيك توك" و"الريلز" و"السناب شات". جودة الفيديو لم تعد رفاهية، بل ضرورة.
القيد الغريب
كاميرات سامسونج المتوسطة تقدم صورًا فوتوغرافية رائعة (ألوان ممتازة، تباين عالي). لكن عند تصوير الفيديو، هناك "قفل" غير مبرر.
- معظم المعالجات المتوسطة قادرة تقنيًا على تصوير فيديو بدقة 4K مع 60 إطارًا في الثانية.
- لكن سامسونج تكتفي بـ 4K مع 30 إطارًا فقط، أو 1080p لـ 60 إطارًا.
لماذا نحتاج 60 إطارًا؟
- سلاسة الحركة: الفيديو بـ 60fps يبدو أكثر نعومة وواقعية.
- صناع المحتوى: يتيح لك عمل "Slow Motion" احترافي دون تقطيع.
إذا أتاحت سامسونج هذا الخيار للكاميرا الخلفية والأمامية، ستصبح هواتف Galaxy A الأداة المفضلة لكل البلوجرز وصناع المحتوى في الخليج.
4. البطارية وسرعة الشحن: السباق نحو الأرقام الكبيرة
"بطاريتك كم تظل؟" هذا هو السؤال الأكثر شيوعًا. حاليًا، معظم هواتف سامسونج المتوسطة تأتي ببطارية 5000 مللي أمبير. رقم جيد؟ نعم. مبهر؟ لا.
المنافسون يسبقون بخطوة
الشركات الصينية بدأت بالفعل في طرح هواتف ببطاريات 5500 و 6000 مللي أمبير، مع تقنيات شحن فائقة السرعة (67 واط، 100 واط). بينما لا تزال سامسونج محصورة غالباً في سرعة 25 واط، والتي تأخذ وقتاً طويلاً للشحن الكامل.
المعادلة الذهبية المقترحة
تخيل لو قدمت سامسونج التالي:
- سلسلة Galaxy A: بطارية 6000mAh.
- سلسلة Galaxy M/F: بطارية ضخمة 7000mAh.
- مع تحسين استهلاك معالج Exynos.
هذا المزيج سيضمن للمستخدم "الكرف" الشديد لمدة يومين دون الحاجة للبحث عن شاحن، وهو ما يبحث عنه المستخدم العربي تحديدًا.
مقارنة سريعة: سامسونج vs المنافسين (الفئة المتوسطة)
إليك جدول يوضح أين تقف سامسونج حاليًا مقارنة بما يقدمه السوق:
| الميزة | هواتف سامسونج (الحالية) | المنافسون (شاومي/ريلمي) | ما نتمناه من سامسونج |
| الشاشة | AMOLED ممتازة (حواف سميكة) | AMOLED ممتازة (حواف نحيفة) | حواف متناسقة ونحيفة |
| الشحن | 25 واط (بطيء نسبياً) | 67 - 120 واط (صاروخي) | 45 واط كحد أدنى |
| الفيديو | 4K@30fps | 4K@60fps (في بعض الموديلات) | 4K@60fps للكاميرتين |
| المواد | بلاستيك/زجاج | زجاج/جلد نباتي | زجاج بجودة عالية |
إذا كنت تنوي الشراء الآن ولا تستطيع الانتظار لتحسينات المستقبل، اتبع هذه النصائح:
- حدد أولوياتك: هل أنت "جيمر"؟ ابحث عن معالجات Snapdragon أو الهواتف الموجهة للألعاب. هل تحب التصوير؟ سامسونج لا تزال تتفوق في معالجة الصور الثابتة.
- لا تنخدع بالأرقام: كاميرا 200 ميجابكسل لا تعني بالضرورة صورًا أفضل. حجم المستشعر ومعالجة السوفتوير أهم.
- افحص سرعة الشحن: إذا كنت دائم التنقل، سرعة 25 واط قد تكون مزعجة لك. تأكد من توفر شاحن سريع (لأن سامسونج لا ترفقه في العلبة غالباً).
- تأكد من دعم التحديثات: ميزة سامسونج القاتلة هي دعم التحديثات لسنوات طويلة، وهذا يحفظ قيمة هاتفك عند إعادة البيع.
إذا كنت ترغب في تحسين الأداء والحصول على أحدث الخصائص، تعرّف على كيفية تحديث هواتف سامسونج يدويًا خطوة بخطوة بطريقة آمنة وسهلة.
الخلاصة: هل سامسونج في خطر؟
سوق الهواتف المتوسطة تطور بسرعة مرعبة خلال العامين الماضيين. سامسونج لا تزال "الخيار الآمن" للكثيرين بفضل واجهة One UI المستقرة وخدمات ما بعد البيع. لكن لكي تتحول من "خيار آمن" إلى "تحديث مثير وحماسي"، عليها الاستماع لصوت المستخدمين.
تحسين الحواف، تعزيز الجرافيكس للألعاب، فتح قدرات تصوير الفيديو، وتكبير البطاريات.. هذه ليست مطالب مستحيلة، بل هي تذكرة العبور للسيطرة على السوق.📌 توصياتنا النهائية:
- إذا كنت تملك هاتفاً من سلسلة A52s أو A54، انتظر قليلاً قبل الترقية لرؤية ما ستقدمه الموديلات القادمة.
- إذا كنت صانع محتوى مبتدئ، ركز على الإضاءة وجودة الصوت، فهما يعوضان غياب الـ 60fps مؤقتاً.